لأفضل تجربة، يُنصح بتشغيل المقطع الصوتي
الشفاء
لكن المنسق قام بنشر إعلان جديد لدورة قادمة في دبي، مدتها 3 أيام، بعنوان “التأمل المستوى الأول” للمدرب الكويتي طلال خلف.
هذا المدرب كان جديدًا عليّ، لم أسمع به من قبل، لكنني قررت التسجيل لأنني أريد أن أتعلم التأمل، خاصة وأن الدورة السابقة قد أُلغيت.
وكانت هذه الدورة ستُقام في نفس الفندق الذي أقيمت فيه "دورة الثراء"، فندق ميلينيوم المطار.
سجلت مع المنسق وذهبت إلى الدورة.
عندما وصلت إلى الفندق، توجهت مباشرة إلى المصعد للذهاب إلى القاعة. كنت أعرف الفندق مسبقًا.
وأثناء صعود المصعد، توقف عند أحد الطوابق، فدخل معنا طلال خلف.
قالت له إحدى الأخوات في المصعد: "أنت المدرب، صح؟"
فأجاب: "نعم."
فقالت: "لكنك متأخر عن الدورة!"
قال: "باقي 10 دقائق، الدورة الساعة 5، والآن الساعة 4 إلا 10."
ثم ضغط طلال على زر الطابق M، فقالت له: "أليست الدورة في الطابق العلوي؟"
قال: "لا، في طابق الميزانين."
في تلك اللحظة، كنت فقط أراقب بصمت.
انتظرنا المصعد حتى عاد بنا إلى الطابق M، ونزلنا، وسرت خلف طلال لأني لا أعرف مكان القاعة.
دخلنا القاعة، وكان كل شيء غريبًا:
الإضاءة مغلقة، الشموع منتشرة في المكان، والطاولات جميعها بلا كراسات.
جلست دون أن أتكلم.
وسألت إحدى الأخوات: "أين كراسات الدورة؟"
فأجاب طلال: "أنتم جايين تتعلمون وعي، الوعي ما تتعلمونه من كراسات، خلّوكم لحظة بلحظة وياي."
في نفس الوقت، قامت إحدى الأخوات بإخراج هاتفها، فقال طلال مباشرة: "ممنوع تسجيل الدورة."
فقالت: "بخليه على الصامت."
ثم تقدم منسق الدورة للتعريف بالمدرب:
طلال خلف، مدرب دولي درّب في العديد من الدول حول العالم في مجالات التأمل والوعي والتأمل العلاجي.
وهو مدرب في مركز عالمي (لن أذكر اسمه احترامًا لخصوصيته)، وهو أول مدرب عربي فيه.
هذه المعلومة وحدها أثارت فيني شعور الدهشة والانبهار.
ثم طلب تغيير أماكننا: الرجال يجلسون معًا، والنساء يجلسن مع بعض.
لأن الدورة كانت أغلبها نساء، باستثنائي وشخص آخر فقط.
بدأ طلال بالشرح عن العقل ودور التأمل.
ثم ذهبنا لاستراحة الصلاة، وأخبرنا أننا سنقوم بتأمل بعد الاستراحة.
وعندما عدنا، كانوا يخرجون الطاولات من القاعة.
دخلنا القاعة، وطلبوا منا الجلوس على كراسي متباعدة، والهدف من إزالة الطاولات هو توسيع المساحة.
ذهبت إلى طلال، وقلت له:
"أنا كوتش خالد، وأمارس التأمل يوميًا لعشر دقائق. هل ستقودنا أنت عبر موجات (بيتا، ثيتا...) حتى ندخل في حالة التأمل؟"
فأجابني: "خلك معاي."
ثم سألته: "كم مدة التأمل؟"
قال: "ساعة ونصف."
تفاجأت! قلت له: "كيف؟"
أجاب بابتسامة: "خلك وياي، بتشوف."
عدت إلى مكاني، وأنا مصدوم.
بدأ طلال بشرح طريقة التأمل، وقال إن هذا النوع يُسمّى التأمل الارتكازي – Center Meditation.
وبدأنا فعليًا.
لم أشعر بمرور الوقت، وانتهى التأمل فعلاً بعد ساعة ونصف.
ثم قال لنا: "اذهبوا اليوم، وراقبوا التغيّرات بداخلكم. غدًا سنكمل."
في اليوم الثاني، أخبرنا طلال أن تأمل الأمس كان التأمل الارتكازي، أما اليوم فسنطبق نوعًا آخر يُسمى التأمل التنشيطي – Active Meditation.
وقال إن لكل حالة شعورية أو ذهنية نوعًا خاصًا من التأمل.
استمر طلال في شرح دور العقل وكيف نعيش اللحظة، ثم جاء وقت تطبيق التأمل.
لكن هذه المرة لم يكتفوا بإخراج الطاولات، بل أزالوا الكراسي أيضًا، فصارت القاعة مساحة مفتوحة بالكامل.
وأكد طلال أن من بيننا امرأة حامل، فعليها ألا تطبق هذا النوع من التأمل؛ لأنه غير مناسب لها.
ونبّهنا أن هذا التأمل قد يُخرج مشاعر مكبوتة، كالبكاء أو الصراخ، ولا بأس بالتعبير عنها.
عندما بدأ طلال في شرح طريقة التنفس المطلوبة، شعرت أن من المستحيل أن أتنفس بهذه الطريقة!
لكنني اجتهدت، وحاولت، والحمد لله أكملت التأمل بالكامل.
ولأول مرة، سمعت أصواتًا حقيقية لأشخاص يبكون ويصرخون، كانت مشاعرهم تنفجر.
أما أنا، فتمسكت بالرجولة...
"أنا رجل، والرجال لا يبكون."
انتهى التأمل بعد ساعة ونصف.
وكنت أشعر بأنني بطل...
لم أبكِ.
رجعت إلى البيت بطاقة ونشاط، على عكس أول يوم.
وفي صباح اليوم التالي، نمت نومًا عميقًا، واستيقظت وأنا مليء بالحياة.
بل أتذكر جيدًا أنني كنت أشعر برغبة شديدة في الرقص!
وعندما سألنا طلال عن أحوالنا، قلت له: "كله أبي أرقص!"
ابتسم وقال: "لأنه كان ممنوعًا عنا... فصار مكبوتًا فينا."
أصبحت بكل عفويّة، وتصرفت براحتي، وفي هذه الصورة يظهر أنني قررت الجلوس على الأرض، في أقرب نقطة إلى طلال.
عدنا إلى القاعة، وقال طلال:
"هذا التأمل بعد سنوات خبرة صمّمته بنفسي... اسمه تأمل طلال للقلب – Talal Heart Meditation."
بدأنا، وكان هذا التأمل مختلفًا... رائعًا... مؤثرًا جدًا.
كان كثيرون يبكون... أما أنا؟
أنا رجل... والرجال لا يبكون.
هذا التأمل، إلى اليوم، هو المفضل لدي.
أطبّقه دائمًا... وأشعر بأنه هدية من الله.
انتهى اليوم الثالث، وكنت لا أريد أن ينتهي.
كل شيء فيني تغيّر.
أصبحت أرى العالم بعين مختلفة،
أعيش اللحظة بكل ما تحمله الكلمة من معنى،
وأمتلك ثلاث أدوات عميقة:
- تأمل للسكون
- تأمل للتنشيط
- وتأمل للقلب
ومع ختام الدورة، قال لنا طلال:
"عليكم واجب منزلي (هوم وورك): مارسوا التأمل 21 يومًا متصلة."
وفعلًا، خصصت وقتًا يوميًا للتأمل:
قمت بالتأمل الارتكازي مرتين، والتنشيطي مرة،
وباقي الأيام الثمانية عشر، كلها كانت تأمل طلال للقلب.
شعرت أن هذا كان هدية من الله، وكنت أردد:
"يا رب، لك الحمد والشكر."


بعد الدورة، بدأت أرى معاناتي المستمرة منذ عام 2013 بعينٍ مختلفة، واكتشفت جوانب جديدة وجميلة لم أكن ألاحظها. لم أعد أرى أن الحل في زيادة الدخل أو أن أصبح ثريًا. بالعكس، أدركت أن ما كنت أراه "مشكلة" هو أمر يحتاج فقط أن أتعامل معه بهدوء لا بجزعٍ أو خوف. والحمد لله، تعاملت معه برفق، وبدأت المعاناة تتلاشى مع مرور السنين.
من أعمق الدروس التي استفدت منها في الدورة، كان شرح طلال لمعنى التأمل الحقيقي.
أوضح لنا أن التأمل ليس مجرد تطبيق، بل هو أسلوب حياة.
التطبيقات قد تُدخلك في حالة التأمل، لكن التأمل الحقيقي هو أن تعيش حياتك كلها بتأمل. أن تأكل بتأمل، تمشي بتأمل، تنظر وتتنفس وتتكلم بتأمل. أن تحيا اللحظة كما هي، دون صراع.
المعنى الذي أدركته أن تكون في كل شيء "لاشيء"، أن تتجرد من كل شيء، وتذوب في اللحظة. لا تحتاج للكثير من التخطيط، ولا لتفصيل حياتك وفق هندسات عقلية متعبة. فقط كن حاضرًا بالكامل فيما تفعل، وسترى التغيير بنفسك.
هذا الفهم التصق بي، وقررت أن أعيش حياتي كلها بهذا الأسلوب. وفعلاً، غيّر ذلك الكثير في حياتي، ورأيت الخير من حيث لا أحتسب. (سأشارك تفاصيل ذلك في النشرات القادمة إن شاء الله).
أما السنوات التي قضيتها أحاول معالجة معاناتي، فقد مررت فيها على عدد كبير من المدربين، وكل ما أعطوني إياه هو "أفكار" إضافية على أفكاري التائهة، فتنقلت من فكرة لأخرى... دون أي حل.
أما مع طلال، وفي ثلاثة أيام فقط، رأيت الحياة بوضوح.
هو من أراني التغيير، وأراني الحقيقة.
فرّغني من كل ما فيّ، وجعلني قويًا، أنظر إلى الحياة بصفاء، وأقرر ما أريد.
بينما كان الآخرون يضعون في داخلي أفكارًا جديدة، طلال خلف أزال كل الأفكار التي زُرعت في، وأعادني إلى الحياة، نقيًّا، صافياً.
أعادني للحياة... وجعلني أشعر بأنني حي من جديد.
أصبحت أرى أن الحياة جميلة، أنها تحبني، وأنا أحبها.
أدركت أن الحياة ليست صراعًا... بل احتفال.
Life is Celebration.
والأجمل من ذلك، أنني حين أسقط كل ما هو مزيف، رأيت الحقيقة.
رأيت أنني لا أريد شيئًا... فقط أريد الطريق إلى الله.
منذ ذلك اليوم، 15-10-2015، قبل عشر سنوات بالضبط، قررت أن طلال خلف هو معلمي، ولا أريد غيره.
تركت كل الأكاديميات، الدورات، التعاليم، الأهداف، والنوايا التي كنت قد وضعتها.
قررت أن أكون فقط مع معلمي، مع طلال خلف.
عندما تجد المعلم الحقيقي، تدرك ذلك من أول لقاء.
فهو لا يكرر ما حفظ، لا يتحدث كغيره، بل يحدّثك من تجربة عميقة.
ما يقدمه فريد، نقي، غير منقول عن كتب أو تقليد للآخرين.
المنهج الذي يقدمه طلال يزيل عنك كل ما أُدخل فيك من أفكار، آلام، صدمات، ومشاعر مكبوته... لكنه لا يضع فيك شيئًا.
لم يأتِ ليكوّن له أتباعًا — وكان يردد ذلك في الدورة — بل أتى ليخلّصنا من الألم، لنعود إلى أحضان الحياة.
حينها، تشعر أن الحياة تحبك من جديد.
تشعر أنك وُلدت من جديد.
ترى الألوان بعيون جديدة، تسمع صوت العصافير كأنها تحتفل بوجودك.
تشعر أن لكل شيء طعمًا، وأنك جزء من هذه الحياة، منسجم معها، لا ضدها.
تصبح حيًا، بعدما كنت فقط "تعيش".
كل المدربين الآخرين أعطوني معلومات وأفكار،
أما طلال خلف، فأعطاني تجربة.
تجربة غيّرت نظرتي للحياة بالكامل.
كنت قبل طلال أبحث عن الثراء، عن أن أكون مليونيرًا وكوتش حياة، لأعيش وأشعر بجمال الدنيا.
أما بعد طلال، أصبحت أبحث عن الله، عن الحمد، عن الشكر، عن الفناء في حضرة الحب.
أشعر أن الحياة تحبني، وأنها تحتضنني.
فعلاً... الحياة احتفال.
ما يميّز طلال خلف أنه لا يقدّم لك مجرد معلومات، بل يدخلك إلى تجربة حقيقية... تجربة تغيّرك فعليًا.
لهذا، ومنذ ذلك اليوم إلى اليوم — عشر سنوات كاملة — لم أذهب إلى أي مدرب آخر.
لم أجرب أي تقنية أخرى.
تركت الجميع... وبقيت فقط مع طلال خلف.
وبإذن الله، إلى آخر العمر... سأبقى معه.
عندما يعطيك الجميع معلومات
يعطيك طلال خلف تجربة فريدة مختلفة ترجع منها مختلف فريد
هو مُعلّمي الوحيد الذي علّمني أن أكون حقيقيًّا، لا مجرد إيجابي
لأنك وصلت إلى هنا
شكرًا من القلب لقراءتك هذا النص، هذا يعني لي الكثير.
وهذه فقط المحطة الأولى،
وسأرسل قصتي مع المحطة الثانية بعد أسبوعين بإذن الله.
شكرًا لكم،
خالد الحمادي
التدقيق الإملائي (ChatGPT)
بإنتظار المحطة الثانية✨✨